ليبيا و بدأت الحكاية – بقلم / حسن المصري
“ليبيا” و بدأت الحكاية
بقلم / حسن المصري
من رحم كل أزمة تبدأ الفرص، فرص النجاح أو الوئام أو العودة، يبدأ كل شئ بعد الأحداث الجلل فإما نهاية أو بداية، و الشعوب العريقة الضاربة في الأرض بجذور العرق و اللغة و الأحداث تنجوا من النهاية، و تدفعها الأمور دائمآ إلى بدايات تثري حياتها و تجدد آمالها، لذلك أقول أن الكارثة الطبيعية التي حدثت في شرق ليبيا، بحول الله ستكون البداية .
بداية لعودة الغرب الليبي إلى نصفه المنكوب إذا إنتصرت روح الوطنية و العقل و التآخي، بداية ليعلم كل ليبي من هو الصديق و من العدو؟!, من وقف و ضحى بالغالى و النفيس من أجل نجدة ليبيا و من إكتفى بالتصريحات، و ليس أدل على ذلك من وقفة مصر قيادة و حكومة و شعب بجوار ليبيا، مصر التي بحول الله و إرادة قائدها ساهمت و مازالت في تخفيف حدة الأزمة و جنبت الشعب الليبي المزيد من الأوجاع و الأزمات التي تترتب على مثل تلك الكوارث، مصر التي تحرك جيشها بكل قوته لإنتشال الضحايا و علاج المصابين و تقديم المؤن و سبل العيش للناجين، مصر التي أقام شعبها سرادق العزاء في مختلف المحافظات ليتلقوا واجب العزاء كفعل الأخوة، لعلها فرصة للتدبر و فرصة للعودة، ولكن يجب أن ينتصر العقل الواعي المتدبر للأمور الذي يسأل لو كانت تلك الفاجعة في شرق ليبيا لا قدر الله، هل سيكون رد الفعل التركي كما هو ؟!، أم كانت ستهرع لنجدة الجانب الذي تتحالف معه و تساند مناطق نفوذ حكومة الدبيبة؟! .
على كل حال هي فرصة لنجاة ليبيا ولدت على جثث و مصابين هم ضحايا الشعب الليبي الشقيق، و إنقاذ وطنهم بأيديهم و وحدة وطنهم بأيديهم، نرجوهم أن يتوحدوا و تتآلف قلوبهم، نرجوهم أن ينصروا الوطن على الفئوية و التحزب و رموز الميليشيات، نرجوهم أن ينظروا لفرق الإنقاذ المصرية التي تمد لهم اليد و يعلموا أن ما كان هذا ليحدث لولا وجود جيش متوحد خلف قائده لا مجال فيه للتشتت و الفرقة و أن يدعموا جيشهم، نرجوهم أن يتوحدوا و لا يتركوا دماء الشهداء تذهب هباء، نرجوهم أن يتوقفوا عن تعطيل مسيرة وطنهم و ألا تراق قطرة دم ليبية مرة أخرى بأياديهم، نرجوهم أن يجعلوها بداية عودة ليبيا الحبيبة .
فهل يفعلوها؟! .