مقالات

العادات والتقاليد أصول وجذور….. لم تتغير عبر الزمن

العادات والتقاليد أصول وجذور….. لم تتغير عبر الزمن

كتبت/ مريم على

يوجد عادات وتقاليد عديدة منها ما هو إيجابي وجيد. ومنها ما يكون سلبي ورديء لا يتوافق مع شيء من عُرف الناس الآخرين، وفي المجتمع الشرقيّ يُحاول العديد من الآباء تقويم أبنائهم منذ الصغر وتشجيعهم على الالتزام بعادات وتقاليد الأجداد القديمة، حتى إنّهم لا يرغبون بالتّجديد ويخافون منه بشكل كبير، ويرون أنّ كلّ مَن يُحاول عمل تغيير ما أنّه خارج عن الفطرة السليمة وعن عُرف المجتمع، وإن هناك من العادات والتقاليد ما هو جيّد ويتوافق مع الدين والحياة والمنطق.

ومن المحزن اننا نعتبر تطورنا وتقدمنا يمنعنا عن الاحتفاظ بالعادات الموروثة. ومن العادات المأخوذة من الأجداد مهما تقدمنا وتطورنا أنّ الزواج من امرأة تكبر الزوج بأعوام أمر غير مقبول، أو منع وتحريم زواج المرأة من رجل خارج العائلة أو لا يحمل لقبًا معروفًا بين الناس، إلى جانب غلوّ المهور وجعل تكاليف الزّواج كافّة على الرجل وحده دون التّساهل أو تقديم المساعدة له، وتلك من الأمور الخاطئة التي ينبغي التخلّي عنها وتركها واتباع ما نزلت به الشريعة الإسلامية وهدي النبي محمّد -صلى الله عليه وسلم-. ينبغي على المجتمعات بحداثتها عدم اتباع العادات والتقاليد كما هي، وإنما اختيار ما يتوافق مع الشريعة الإسلامية والطبيعة البشرية السليمة، ولكننا هنا لا نلغي اتباع التقاليد الجميلة في مجتمعاتنا والتي توارثناها عن أسلافنا؛ وذلك لأهميتها في استذكار واستعادة الذكريات الجميلة التي يتناولها الصغار والكبار في اجتماعات العائلة، ويحكون منها أجمل القصص والحكايات، ومن شأن تلك العادات تعزيز الرابطة العائلية، فعندما تجتمع العائلة وفقًا للعادات والتقاليد القديمة فإنه يكون اجتماعًا يملؤه المسرة والسعادة والراحة، كما تمنح العادات والتقاليد العديد من الروابط المشتركة بين الأجيال وتسدّ الفجوات التي قد تحصل فيما بينهم، وذلك من خلال الحديث عن القصص المختلفة وتذكرهم لها، إضافة إلى الانتماء للعائلة والإحساس بالهويّة، فلا يشعر الفرد بالضياع ويكون عارفًا لأصله وأساس حياته
هل يجب ان نتبرأ من مناطقنا واصولنا ؟!
نعم من الضروي طبعاً نتطور لا يوجد  خلاف على ذلك ، لكن ما  علاقة التطور بإن نتبرأ من كل شئ جميل في حياتنا ؟!
فمن  القائل إن التطور لابد من أن نتخلى عن جدورنا ونترك وننسي أصولنا ؟!
كما نرى اليوم اشياء  حولنا لا تمت ألينا بصلة ولا بشرقيتنا ولا أصولنا ولا تربيتنا ولما تعترض نجد  إجابة لاذعة غريبة مفادها ( الزمن غير الزمن )
نعم الزمن مختلف عن الزمن   ولكن الحرام والحلال  لم يتغيرو عبر الزمن ؟!
الأصول لن  تتغير عبر الزمن ؟!
الأخلاق  لن تتغير عبر الزمن ؟!
الحياء قل  عبر الزمن ؟!
الحب والعشرة الطيبة للأسف قلت عبر الزمن ؟!
نحن لا نعيب الزمن والعيب بداخلنا ؟!
التطور لم يكن له أي علاقة بما يدور  حوالنا من ثقافات غريبة نسمح لها بالتسلل بداخلنا ، التطور ليس لة علاقة بتقليد أعمي لعاداتنا لا تشبهنا ولم ننشأ عليها ، التطور ليس له علاقة إننا نتعامل مع ذكرياتنا معاملة خيل القيادات لما تقدم نعدمها بقلب جاف ولا كأن شئ حدث ويبقي ان التطور يريد ذلك !!
لابد أن نطور فكر
نطور علم
نطور تكنولوچيا
نطور لغات
نطور مهارات
ولكن لا نطور عُري وإنحلال ورقص ولغة غريبة  نتكلم بها ومظاهر خارجة لكي نبقي على احدث الموضات، وأصولنا ودينا وأخلاقنا لا يمسو التطور  والعادات بشى ولكن هم أطول نشأنا عليها ونموت بها وعليها…
فلا نترك المظاهر هي محركنا في الحياه ، نعيش كما  نريد وكم ننشأ
ولكن من العادات والتقاليد ما هو سيّئ ويُخالف الشريعة الإسلامية
. قد يختلف مصطلح العادات عن التقاليد بالرغم من كونهما يذكران معًا في كلّ حين، إلّا أنّ هناك فرقًا واضحًا ين المصطلحين، وهو أنّ العادات هي السلوكيات التي أقرها أشخاص مُحدّدون، وقام آخرون بالالتزام بها وعملها يوميًا حتى أصبحت سلوكيّات يومية اعتاد الناس على عملها باستمرار والالتزام بها، أمّا التقاليد فهي السلوكيات المتوارثة بين الأجيال منذ زمن بعيد حتى وصلت إلينا، مثل تقاليد الزواج والعزاء المختلفة بين الدول وتقاليد الأعياد والعديد من المناسبات وفي طرق طبخ الطعام وتناوله، فبعض الدول يكون من الطبيعي عندها تناول الشخص للطعام بيديه وفي دولٍ أخرى يكون عيبًا ولا يجوز. إنّ من أهمية العادات والتقاليد إعطاء المجتمع صبغة خاصّة به وتحديد هويته؛ لذا من المهم المحافظة على هذه العادات والتقاليد وعدم تغييرها والتخلّص منها ببساطة، خاصة تلك الصالحة منها والتي تتوافق مع الدين والأخلاق، إذ ينبغي المحافظة عليها جيدًا وحمايتها من أيّة تغييرات يُمكن أن تطرأ عليها، ويُمكن المحافظة عليها عن طريق الأسرة التي تُعدّ الأساس الأول والأكثر أهمية في المحافظة على تلك العادات، وذلك من خلال ترسيخها ونقلها من الآباء إلى الأبناء، ممّا يُسهم في انتشارها وعدم اندثارها. ينبغي التلقيل والحدّ من تأثير العولمة على الأبناء من خلال التقليل من الآثار السلبية للعولمة والتحفيز نحو الفوائد الإيجابية لها، ويُمكن أيضًا المحافظة على العادات والتقاليد من خلال المدرسة وهو البيت الثاني للطالب، وذلك عن طريق نقل العادات والتقاليد الجيدة وتحفيز الطلاب لعملها والالتزام بها، إذ تقوم بنشر العادات والتقاليد الجيّدة عن طريق الإعلام، وذلك من خلال توجيه البرامج الهادفة والتي تُوضّح تلك المفاهيم وتخليص المجتمع من البرامج الهدّامة التي تعود سلبًا على المجتمع وعاداته وتقاليده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى