مقالات

كلمتين من القلب ❤️” زمن المسخ ” – بقلم: د. عبير نصار

كلمتين من القلب ❤️” زمن المسخ “

بقلم: د. عبير نصار

لم يكن الفنان القدير عادل إمام يعرف وهو 

يقول (نحن فى زمن المسخ)، هذه الجملة الشهيرة فى فيلم “عمارة يعقوبيان”، أننا على موعد معها لنختصر بهذه الكلمة كل ما يمكن أن يقال فى وصف الحالة الراهنة، زمن نتحول فيه من سيئ إلى أسوأ!.. نحن نعيش في زمن اختلت فيه الموازين وتغيرت الأحوال حولنا. بسبب التحولات الاجتماعية التي يشهدها المجتمع وانتشار كثير من السلوكيات الخاطئة بين أفراد ه والتي تعتبر بعيدة كل البعد عن العادات والتقاليد التي تربينا عليها.نحن في زمن المسخ ، مسخ القلوب، ومسخ الوجوه الزائفة، ومسخ النفوس  

كل مشاكلنا وعلاقتنا الإنسانية التي تتراجع وتتدهور كل يوم بصورة مخيفة ومفزعة، في زمن أصبح لاصوت يعلو فوق صوت المال، فلا ميزان غيره بين الناس إلا من رحم ربي وبصرف النظر عن الوسيلة التي أتى بها هذا المال.

  انتهت الأخلاقيات و تراجعت شيئاً فشيئاً حتى تحولنا الى مايشبه بالسمك يأكل بعضنا بعضاً وانحسرت بشكل كبير أو اختفت القيود التي كانت تحكم تصرفاتنا وسلوكياتنا في السابق وأخذناها أو تعلمناها وتربينا عليها فى ايام الزمن الجميل ايام 

الحب المجرد ربما يكون مصطلح جديد ولكن في الحقيقة هو الوجه المتكامل للحب. هو استعداد الشخص للتخلي عن كل شيء من أجل فقط الحب، حب مجرد من كل أنانية، هو حب مانح فقط، يجعلك تحب الناس بنوع من أنواع التجرد من خلفيتهم. سواء كان أسود أو أبيض اللون، دين مغاير، طائفة مغايرة، بلد مختلفة، أي اختلاف يجعلك تراه بطريقة معينة خلاف أنه سيء أو جيد. بل أنت تحبه لأنك تحبه فقط ليس أكثر ولا أقل الأمر ليس معقد وليس فيه لبس.

 

ولكن هل لا زال هناك أشخاص يمتلكون هذا الحب المجرد ؟

أم أصبحوا عملة نادرة يصعب إيجادها في زمن أصبح الحب المتجرد هو صاحب الموقف الأقوى، وحتى مشاعر الحب النبيلة أصبحت تتداخلها بعض المشاعر التي تنقص من كمال الحب للاسف أصبح كل شيء بلا معنى، حتى القلم الذي يعبّر عما في صدورنا أصبح بلا قيمة، اليوم نحن نعيش في زمن الأخلاق التي انعدمت والقيم التي اندثرت والمبادئ التي انهارت والمثل التي هوت والشخصية التي تداعت وتصدعت وانقسمت وتغيرت تغييرًا جذريًّا 

للاسف اختلت الموازين ولم يعد بيدنا حيلة سوى التكيف مع هذا الواقع متناسين بشكل تام المشاعر التي اعتدنا على العيش بها، ووجودها في قلوب الجميع بلا استثناء، فقد أصبحنا في زمن يؤمن فيه الأشخاص بمقولات الفوز لأصحاب العقول وليس القلوب. ستنظر من حولك وسترى تلك المصطلحات التي يتم أخذها قدوات في الحياة، الأخوة أعداء، الأقارب عقارب، وغيرها من الأمثلة التي جعلتنا نؤمن بأنه لم يعد خير في الحياة 

تجمد فينا شغف التواصل وإدامة العلاقات فأي حياة هذه التي نحياها بأجسادنا فقط، وكيف سمحنا باختفاء المشاعر الجميلة والإحساس النقي الذي خلق بدواخلنا،؟؟؟

أما آن للرؤية أن تتضح وننظر بعمق إلى داخل قلوبنا ونخرج تلك المشاعر المجردة التي دفناها واصبحنا نتحرك ونتعامل كالالات   

اتمنى ان يعود السلام الى قلوب الجميع والتوفيق من الله سبحانه وتعالى وان تكونوا اكثر حلما وصبرا على الضغوط الحياتيه اليوميه 

وفقنا الله جميعا لما فيه الخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى