مسابقة المرأة الذهبية قصة نجاح ..رقم (٤٧) مجال الرياضة والفنون مهندسة/شفيعة الوكيل

مسابقة المرأة الذهبية
قصة نجاح ..رقم (٤٧)
مجال الرياضة والفنون
**مهندسة/شفيعة الوكيل
كتبت /د نشوى فوزى أحمد
في عالم الحُلي والتصميم، تبرز شفيعة الوكيل كواحدة من النساء المصريات الملهمات اللواتي استطعن تحويل الشغف بالفن والتراث إلى علامة تجارية ناجحة. لم يكن طريقها تقليديًا، بل خاضت رحلة غنية بالمراحل والتجارب التي شكلت هويتها الإبداعية. من طفولة غُرست فيها جذور الفن، إلى دراسة الهندسة المعمارية، وصولًا إلى تأسيس براند خاص بها يعكس التراث المصري بروح معاصرة، استطاعت شفيعة أن تصنع لنفسها مكانة متميزة في عالم تصميم الحُلي.
**البداية: طفولة وسط الفنون**
نشأت شفيعة الوكيل في بيئة تقدّر الجمال والفن، فقد كان والدها، الفنان التشكيلي السكندري، مصدر إلهامها الأول، حيث تعلمت منه حب الفنون وتذوقها وممارستها. قادها شغفها منذ الصغر إلى التميز في مجالات الفنون، حتى أنها حصدت جائزة “كأس الفنون” خلال دراستها الإعدادية. كانت تلك اللحظة تأكيدًا على موهبتها، لكنها لم تكن تعلم حينها أن الفن سيصبح جزءًا أساسيًا من رحلتها المهنية فيما بعد.
**الهندسة المعمارية: التقاء الفن بالمنطق**
عندما حان وقت اختيار التخصص الجامعي، لم تتخل شفيعة عن شغفها بالفنون، لكنها اختارت مجالًا يجمع بين الإبداع والتفكير الهندسي، فدرست الهندسة المعمارية، التي تُعرف بـ”أم الفنون”. لم تكتفِ فقط بالدراسة، بل تفوقت فيها، واكتسبت رؤية جديدة للفنون من منظور أكثر تنظيمًا وهيكلةً، وهو ما ساعدها لاحقًا في إدارة وتصميم أعمالها بطريقة فريدة.
**التغيير الكبير: من العمارة إلى الحُلي**
بعد التخرج، دخلت مجال العمل في الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، ولكن مع زواجها وإنجاب ابنتها، قررت التركيز على حياتها الأسرية. عادت إلى العمل على فترات متقطعة، لكن بعد عشر سنوات، شعرت أن الخبرة المتصلة في مجالها قد فُقدت، فقررت الاتجاه إلى شغفها الأول، وهو الفنون. بدأت في ممارسة الرسم والحرف اليدوية كهواية، ومن خلال التجربة، صنعت أول عقد من الفضة والأحجار لنفسها، لتتفاجأ بإعجاب الجميع به. كان هذا الحدث نقطة التحول، حيث أدركت أن لديها موهبة يمكن أن تتحول إلى مشروع حقيقي.
## **التعلم والتطوير: من الشغف إلى الاحتراف**
لم تكتفِ شفيعة بالموهبة الفطرية، بل سعت لتطوير نفسها أكاديميًا، فالتحقت بدورات تدريبية متخصصة في صياغة المعادن، كان أبرزها الكورسات التي حصلت عليها في **Azza Fahmy Design Studio** بالتعاون مع مدرسة **Alchimia** الإيطالية، بالإضافة إلى كورسات أخرى من **مصاغ في القاهرة** و**Jewellers Academy في لندن**.
**تأسيس البراند: شفيعة الوكيل والمزج بين التراث والحداثة**
انطلاقًا من هذه الرحلة الغنية، أسست شفيعة علامتها التجارية **Shafiaa Elwakil Jewellery**، التي تعكس في تصاميمها كل المراحل التي مرت بها، حيث تمزج بين التراث المصري العريق والتقنيات الحديثة في التصميم. ومن هنا جاءت مجموعاتها المستوحاة من تاريخ وثقافة مصر، مثل:
– **مجموعة النوبة**
– **مجموعة الفلاحي**
– **مجموعة المصري القديم**
– **مجموعة الإسكندراني**
– **مجموعة بنات بلدي**
– **مجموعة تاريخ إسكندرية البطلمي**
– **مجموعة الصوفي**
– **مجموعة التللي**
– **مجموعة سيوة**
– **مجموعة الطبيعة**
**النجاح والانتشار الدولي**
لم يتوقف نجاح شفيعة داخل مصر، بل امتد إلى المعارض الدولية، حيث شاركت في العديد من الفعاليات مثل:
– **International Handicraft Show (IHS)**
– **Craffiti Egypt**
– **معرض تراثنا**
– **Handicraft Egypt**
– **Bermingham International Exhibition في المملكة المتحدة**
**حلم شفيعة الوكيل: إيصال التراث المصري للعالم**
حلم شفيعة الآن هو أن تصل حكايات التراث المصري، المنعكسة في تصاميمها، إلى العالم أجمع. فكل قطعة من أعمالها تحمل قصة، وتروي جزءًا من تاريخ مصر الغني بالحضارات والثقافات.
إن شفيعة الوكيل ليست مجرد مصممة حُلي، بل هي نموذج للمرأة المصرية الطموحة التي استطاعت تحويل شغفها إلى نجاح ملموس، مُلهمة بذلك الكثيرات من النساء في مصر والعالم العربي للسعي وراء أحلامهن، مهما