المركز. الافريقى لصحة المراءة مسابقة المرأءة الذهبية
مسابقة المرأة الذهبية قصة نجاح .. مجال العمل الوطني والخدمات المجتمعية * الأستاذة الدكتورة هدية السعيد: النجاح هو نتاج الكفاح والإيمان بالقدرة على التغيير
المركز. الافريقى لصحة المراءة مسابقة المرأءة الذهبية
مسابقة المرأة الذهبية
قصة نجاح ..
مجال العمل الوطني والخدمات المجتمعية
* الأستاذة الدكتورة هدية السعيد: النجاح هو نتاج الكفاح والإيمان بالقدرة على التغيير.
متابعة /د نشوى فوزى أحمد
الدكتورة هدية السعيد أحمد، رئيسة مجلس إدارة جمعية “زهور الحياة” الخيرية لرعاية وإيواء الأيتام المعاقين ذهنيًا، تمثل نموذجًا حيًا للمرأة المصرية التي تجمع بين العطاء الإنساني والإنجاز العلمي. تميزت بمسيرة كفاح طويلة منذ طفولتها، حيث تحدت الظروف الصعبة وحققت نجاحات متعددة في مجالات العلم، العمل الخيري، والرياضة.
النشأة والمسيرة التعليمية
ولدت الدكتورة هدية السعيد في الرابع عشر من أكتوبر عام 1953. عاشت طفولة مليئة بالتحديات؛ إذ فقدت والدها وهي في الصف السادس الابتدائي، واضطرت للعمل ومساعدة والدتها في تربية أشقائها الخمسة. بالرغم من الظروف الصعبة، أظهرت تفوقًا دراسيًا أهّلها لدخول كلية الهندسة، إلا أن ضيق الحال جعلها تتجه إلى كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، حيث تخرجت عام 1976.
مسيرتها المهنية والعلمية
بدأت حياتها العملية كمعيدة في كلية الطب البيطري بجامعة بغداد، ثم عادت إلى مصر لتعمل بوزارة الزراعة (1983-1996). التحقت بمركز البحوث الزراعية عام 1996 واستمرت فيه حتى الآن. حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم الزراعية، وتدرجت في المناصب العلمية حتى أصبحت أستاذة عام 2013.
رحلة الكفاح والإنجازات الاجتماعية
لم يكن نجاحها الأكاديمي إلا بداية لمشوارها الملهم في خدمة المجتمع. بعد مرورها بتجربة شخصية مليئة بالكفاح، حيث اضطرت للسفر والعمل بالخارج لدعم أسرتها، قررت رد الجميل للمجتمع بتأسيس جمعية زهور الحياة عام 2003. بدأت الجمعية برعاية الأيتام المعاقين ذهنيًا، ووصل عدد المستفيدين منها اليوم إلى أكثر من 220 طفلًا وطفلة.
توسعت الجمعية بشكل كبير، وافتتحت العديد من الفروع، منها دار الزمزم، دار الصفا، دار المربى، وأخيرًا القرية الطبية التي تقدم خدمات رعاية متكاملة للأطفال المعاقين.
إنجازات الجمعية
تقدم الجمعية برامج شاملة تشمل التأهيل الصحي والنفسي، والتعليم، وتنمية المواهب. أنشأت فريقًا موسيقيًا يضم فتيات يعزفن ويغنين، كما دعمت رياضيين من أبناء الجمعية ليشاركوا في أولمبياد المعاقين على مستوى العالم، محققين إنجازات دولية.
الإلهام والعمل الخيري
قصة تأسيس الجمعية بدأت عندما قررت الدكتورة هدية مساعدة طفلة معاقة ذهنيًا تُركت دون مأوى. هذه التجربة دفعتها للتعمق في دراسة الإعاقات وطرق التعامل معها، مما ساعدها على تطوير الجمعية لتكون مركزًا رياديًا في مجال رعاية الأيتام المعاقين.
مسيرة سياسية ورياضية
إلى جانب نشاطها الاجتماعي، كانت الدكتورة هدية رياضية متميزة، حيث أحرزت بطولات في كرة السلة وألعاب القوى خلال دراستها. كما خاضت تجربة السياسة بترشحها لمجلس النواب عام 2015، لتعزز من دور المرأة في خدمة المجتمع.
رسالة الدكتورة هدية
تعتبر الدكتورة هدية أن نجاحها هو نتاج الكفاح والإيمان بقدرتها على التغيير. ترى أن العمل الخيري ليس فقط وسيلة لرد الجميل، بل هو رسالة إنسانية تدعو الجميع للمشاركة في تحقيقها. حلمها أن تستمر الجمعية في تقديم خدماتها للأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية ودعم.
خاتمة
الدكتورة هدية السعيد هي نموذج ملهم للمرأة المصرية التي تحدت الصعاب وحققت نجاحًا في مختلف المجالات. قصتها تحمل دروسًا في الإصرار والعطاء، وتجسد معاني الأمل والطموح. إنها رمزٌ يُحتذى به للمرأة التي تستطيع أن تجمع بين العلم، والاسرة والعمل