مجلة أور

المركز الأفريقى لصحة المراءة مسابقة المرأءة الذهبية

قصة نجاح ..  فى مجال الرياضة والفنون* أسماء المسيري ... نجارة بشهادة فنون جميلة: بحلم بتصدير شغلي للخارج ونفسى احقق براند باسمى

 

المركز الأفريقى لصحة المراءة مسابقة المرأءة الذهبية

مسابقة المرأة الذهبية
قصة نجاح .. 
فى مجال الرياضة والفنون*
أسماء المسيري … نجارة بشهادة فنون جميلة: بحلم بتصدير شغلي للخارج ونفسى احقق براند باسمى

متابعة/د نشوى فوزى أحمد

وسط ألواح الخشب والزجاج المتراصة، تقف أسماء المسيري في ورشة النجارة أمام “البنك”، ممسكة بإحكام بالمنشار الكهربائي، لعمل “مرآة” تضع فيها بصمات ما تعلماته في كلية الفنون الجميلة، وبضع من روحها، حيث تصنع كل مرآة بحب وعلم، ما يجعل منتجها فريدا ومميزا.

أسماء المسيري فتاة تخرجت في كلية الفنون الجميلة قسم تصوير جداري بجامعة الإسكندرية، وتبلغ من العمر 33 عاما، وهي أم لطفلين الأول في عمر 9 سنوات والثاني 7 سنوات، وبدأت تتجه في عمل لوحات الرسم ولوحات الموزاييك، وكانت ترغب في افتتاح مكان للتخصص في “الهاند ميد واللوحات”، ثم اتجهت مع سوق العمل إلى تصنيع المرايات.

“بدأت أنزل الورش وأروح لنجارين عشان اتعلم صناعة المرآة من أولها لآخرها”، هكذا بدأت تحكي أسماء عن رحلتها مع الخشب والزجاج، كي تتحرر من تحكم بعض النجارين وعدم التزامهم بمواعيد التسليم، وتصبح المسيطرة على كامل دائرة التصنيع “حبيت اعمل كل حاجة بايدي دون الاستعانة بنجار”، حيث عشقتْ الخشب وتشكيله منذ دراستها، ما دفعها للعمل بالنجارة بعد التخرج.

دراسة أسماء في كلية الفنون الجميلة علمتها نظريات فنية وإبداعية، ما أضاف لها الكثير في مشروعها حسب ما تقول: “بعمل مرايات وديكورات خشبية ومكاتب بطرق مميزة اتعلمتها في الكلية”، وذلك حينما قررت الاتجاه لتصنيع المرايات بسبب الإقبال الكبير على شرائها وسهولة تسويقها.

“بكون مبسوطة وأنا شغالة في النجارة، لأني بحب الخشب جدا، وبحس إني مختلفة بسبب دراستي، وخصوصا أن النجارة تخصص رجالي أكثر”، ولم تكتف أسماء بذلك، فتعلمت أيضا الجزء الخاص بتركيب الإضاءة و”الليد” للمرايات.

“الموضوع صعب وبيبقى مميت عند التعامل مع المساحات الكبيرة للمرايات اللي بتوصل لـ 2 متر”، كما تقول أسماء، إذ لا تقتصر خطورة العمل في تقطيع الخشب والزجاج على مجرد “رابش” الزجاج الناتج عن التقطيع، والذي أحيانا يدخل عينيها بدل الكحل، فخطورة التعامل مع المنشار الكهربائي مضاعفة، حيث تقول: “اتقطعت حتة من صباعي وأنا شغالة” ، وهو ما يتطلب الحذر الشديد لتجنب أقل الأخطاء.

وتزداد مشقة العمل اليومي لـ أسماء التي تعمل دون مساعد لها في الورشة، أثناء تحضير المرايات أو نقل ألواح خشب ثقيلة، “علشان اشيل لوح خشب كامل لواحدي وأقطعه بنفسي واعمل الكهرباء لواحدي ببذل مجهود خرافي”، كما تصف أسماء عملها اليومي، لكنها في الوقت ذاته تقول: “عندي إيمان إن ربنا أعطى المرأة قدرات تقدر تشتغل أي شغل صعب.. ومفيش شغل الراجل بيعمله الست متقدرس تعمله سواء حاجات تعتمد على القوة أو حرف يدوية مختلفة طالما جواها عايزة تحقق حاجة”.

“انتِ مكانك مش هنا ولا ده شغلك”، تعرضت أسماء للكثير من التنمر، خاصة حينما يطال النقد بيتها عندما يقال لها: “أنتِ أكيد مقصرة في بيتك وولادك”، لكن أسماء تمضي قدما في مشروعها وطريقها الذي اختارتها، خاصة وأنها تلقى دعما غير محدود من زوجها وأفراد أسرتها، لذا تشعر دائما بأنه لابد من الاستمرار دون الالتفات إلى أي كلام يعيق تحقيق حلمها حيث تقول: “بعمل حاجة بحبها ومقتنعة بيها فخلاص مش بيفرق معايا الكلام اللي بسمعه”.
تعرف أسماء جيدا كيف تفصل من مشقة وسخافات العمل أحيانا ” مش بنسى أني أخلي وقت لنفسي عشان أعرف أفصل فيه”، وتهرب أحيانا إلى العزف على الجيتار الذي تعشقه منذ أن كانت في الثالثة عشر من عمرها، ليصبح صديقها الوفي لـ 20 عاما، كما تقسم وقتها بالطريقة المناسبة مهما كان ضغط العمل إذ تقول: “بدي كل حاجة وقتها”.

تشجع أسماء النساء على النزول للعمل لتكوين شخصيتهن، وليس لمجرد الاستقلال المادي، لكنها ترى أن الاستمرارية أمر مهم لإحراز نتائج جيدة ولابد من وجود طموح، ذلك بالضبط ما تفعله أسماء منذ 10 سنوات حينما بدأت مشروعها، ورغم انها استطاعت فتح مكتب خاص بها في الإسكندرية وتستطيع التوصيل لأي محافظة، لكنها تحلم بالتصدير إلى الخارج.
تُنهي أسماء حديثها: “نفسي أحقق براند باسمي في شغلي، وده اللي بحاول أحققه بقالي أكتر من 10 سنين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى