حماية اطفالنا من العنف – كتبت: أ.د/ وفاء العروسي
حماية اطفالنا من العنف
كتبت: أ.د/ وفاء العروسي
العنف ضد الأطفال يشمل جميع أشكال العنف التى يتعرض لها الطفل منذ الولادة و حتى بلوغ الثامنة عشرة عاما والعنف ضد الاطفال يتم من قبل الأبوين أو غيرهما من مقدمي الرعاية للاطفال والاهل أو الأقران . ويوجد اشكال متعددة للعنف ضد الاطفال خلال مراحل نموهم منها العنف البدنى (الجسدى) ، العنف النفسى ، العنف الجنسى والاهمال ومع وجود الانترنت اصبح العنف الاكترونى نوع من انواع العنف ضد الاطفال.
على الصعيد العالمي، تشير التقديرات ان حوالى مليار طفل من عمر سنتين الى عمر السابعة عشرعاماً تعرضوا لشكل من اشكال العنف المختلفة في عام 2021 ( موقع منظمة الصحة العالمية 2022).
ويوجد عوامل عدة تؤدى الى انتشار العنف ضد الاطفال منها عوامل خاصة بالوالدين او مقدمى الرعاية للاطفال مثل مستوي التعليم فكلما زاد مستوى التعليم كلما قل استخدام العنف. انخفاض الدخل والازمات المالية للوالدين ايضا من عوامل زيادة استخدام العنف. بالاضافة الى ان الوالدين اللذان تعرضوا للعنف اثناء مرحلة الطفولة يميلون الى استخدام العنف مع اطفالهم. وايضا من العوامل التى تؤدى الى استخدام العنف هى اصابة الوالدين بمشاكل صحية او نفسية ووجود المشاكل الزوجية واستخدام العنف بين الزوجين أوحدوث الطلاق. ويوجد ايضا عوامل خاصة بالمجتمع مثل ارتفاع مستوى الفقر والكثافة السكانية وتقبل المجتمع للعنف الجسدى ضد الاطفال كنوع من انواع التربية.
وسوف نتناول العنف الجسدى ضد الاطفال فى هذه المقالة وبقية اشكال العنف تباعا فى مقالات اخرى. العنف الجسدى او البدنى ضد الاطفال هو اى فعل يؤدي إلى أو ينتج عنه ألم و / أو إصابة جسدية. واشكال العنف الجسدى ضد الاطفال عديدة منها الضرب واللكم وشد الشعر ويمكن ان يتم الضرب باليد او باستخدام اشياء اخرى مثل عصا او رمى اى شئ على الطفل من يؤدى الى كدمة او اصابة اكبر من مجرد كدمة. ومن اشكال العنف الجسدى ايضا الحرق مثل استخدام الشمعة او اطفاء السيجارة وهى مشتغلة فى جسد الطفل او وضع يد الطفل فى شئ ساخن او رمى سوائل ساخنة جدا على الطفل او استخدام ملعقة او شوكة ساخنة على جسد الطفل مما يؤدى الى وجود حروق سواء من الدرجة الاولى او الثانية فى جسد الطفل.
ويمكن ان يؤدى العنف الجسدى الى اصابات بسيطة او كدمات ويمكن ان يصل الى اصابات وخيمة تؤدى الى وفاة الطفل هذا بالاضافة الى التأثير النفسي الذى يمكن ان يعانى منه الطفل طوال حياته مثل الميل الى الاكتئاب والعزلة او الميل الى العنف و التصرفات العدوانية الغير مقبولة مجتمعيا. ويمكن ان يؤدى العنف ايضا الى ضعف التحصيل الدراسى و ضعف النمو العقلى والجسدى وخصوصا عند التعرض اليه فى مراحل مبكرة من عمر الطفل .
ولان احد اهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 هو منع جميع اشكال العنف والاساءة ضد الاطفال للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع ككل وذلك من خلال زيادة وعى الاسرة والمجتمع عن اشكال العنف والعوامل التى تزيد من معدلات استخدام العنف ضد الاطفال. هذا بالاضافة الى زيادة وعى الاسرة عن النمو والتطور الطبيعى للاطفال و كيفية تعديل السلوك الغير مرغوب فيه للطفل دون اللجوء الى العنف الجسدى. قد تم اطلاق خط ساخن لحماية الطفل ” ١٦٠٠٠” وهو خط تابع للمجلس القومى للامومة والطفولة ويعمل على مدار 24 ساعة وليس فقط للابلاغ عن اى شكل من اشكال العنف ولكن ايضا لتقديم الاستشارات والاستفسارات و الدعم النفسي والإرشاد الأسري . وعلى الفيسبوك تحت اسم “خط نجدة الطفل 16000 ” يوجد نصائح وفيديوهات لتعزيز الوعى المجتمعى وترسيخ قواعد التربية الايجابية للتعامل مع الاطفال والمراهقين.
تحياتي وتقديري
ا د وفاء العروسي