منوعات

الأرض تستعد لاستقبال قمر جديد

الأرض تستعد لاستقبال قمر جديد

بقلم الباحثة الفلكية سحر حسن منصور

الأرض تستعد لاستقبال قمر جديد

في 29 سبتمبر 2024 ، ستستقبل الأرض قمرًا جديدًا

مؤقتا يعرف بالكويكب 2024 PT5، الذي يعتبر “قمرا

صغيرا” أو “mini moon”، وسيصبح تابعا لكوكبنا لمدة شهرين تقريبا، حتى 25 نوفمبر. اكتشف هذا الكويكب عبر نظام ATLAS التابع لوكالة ناسا في شهر أوت، وهو نظام مخصص لاكتشاف الكويكبات التي قد تشكل تهديدا للأرض. تم اكتشاف الكويكب لأول مرة بواسطة أحد تلسكوبات ATLAS في جنوب أفريقيا، وهو جزء من منظومة جديدة من التلسكوبات الموزعة حول العالم التي تعمل على مسح السماء بشكل دوري للبحث عن الأجرام التي تقترب كثيرا من الأرض.

ينحدر الكويكب 2024 T5 من حزام كويكبات أرجونا الذي يحتوي على صخور تتبع مداراً مشابهاً تماما لمدار الأرض. في بعض الأحيان، تقترب بعض هذه الكويكبات بشكل نسبي، مثل 2024 T5 الذي سيصل إلى مسافة 2.8 مليون ميل 4.5) مليون كيلومتر من الأرض. ويبلغ قطر هذا الكويكب نحو 32 قدمًا (10) أمتار)، وهو صغير مقارنة بقمر الأرض الذي يبلغ قطره حوالي 3474

كيلومترا.

ووفقا للباحثين المشاركين في الدراسة، إذا كان كويكب مثل 2024 T5 يتحرك بسرعة بطيئة نسبيا تبلغ نحو 2200 ميل في الساعة 3540 كيلومترا / ساعة)، فإن الجاذبية الأرضية يمكن أن يكون لها تأثير قوي عليه يكفي لاحتجازه في مدار كوكبنا بشكل مؤقت. هذه

السرعة البطيئة تجعله عرضة لتأثير جاذبية الأرض مما يسمح له بأن يصبح قمرًا صغيرًا مؤقتا للأرض لمدة

شهرين تقريبا.

يقول العلماء إن هذه الظاهرة تم رصدها مرتين على الأقل من قبل، في عامي 1981 و 2022، حيث تم اكتشاف كويكبات مماثلة أصبحت أقمارًا مؤقتة للأرض لفترات

وجيزة. وقد نشر الباحثون نتائجهم في سبتمبر في مجلة “Research Notes of the AAS”

ويعتقد أن هذا الكويكب سيقترب من الأرض مرة أخرى

في 9 جانفي 2025، على مسافة 1.8 مليون كيلومتر مع سرعة 1.03 كيلومتر / ثانية بالنسبة للأرض). وكان آخر اقتراب للكويكب من الأرض في 11 فيفري 2003، حيث مر على مسافة حوالي 8.5 ملايين كيلومتر من الأرض.

على الرغم من هذا الحدث الفلكي المميز، إلا أن إمكانية رؤية 2024 T5 بالعين المجردة أو باستخدام

التلسكوبات التقليدية ستكون مستحيلة تقريبا، نظرًا لحجمه الصغير وسطوعه الخافت جدا، حيث تبلغ درجة لمعانه الظاهري 27.593، وهو أضعف بكثير من أن يكون مرئيا حتى باستخدام تلسكوبات هواة الفلك القياسية.

فقط المراصد الفلكية الأكثر تقدما ستكون قادرة على تتبع وجود هذا القمر الصغير لفترة قصيرة خلال مروره

سيبقى هذا الحدث مثيرًا للاهتمام لعشاق الفلك، حيث يضيف إلى فهمنا للعوالم الصغيرة التي تتحرك حول الأرض لفترات قصيرة قبل أن تستمر في رحلتها عبر الفضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى