مقالات

صوموا لترتاح قلوبكم وعقولكم – كتبت مريم علي

صوموا لترتاح قلوبكم وعقولكم

كتبت مريم علي

بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) شهر رمضان يعد من أفضل شهور العام واحبها واكرمها فهو فرصة لنا للتقرب من الله والعمل على كثرة العبادة وخلو العقل من الضغوط المعرض لها طوال العام بالاختلاء مع النفس والعبادة والتقرب الي الله فهو فرصة لنكثر من الصدقات والعمل الخيري .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( شهر رمضان شهر كتب الله عليكم صيامه وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالصيام تهذيب للروح والنفس ولم يكن ابدا قطع الطعام والشراب فهو العمل عن البعد عن الغيبة والنميمة والنبش في غيبة الآخرين بل هو شهر عبادة والعمل على ما يرضى الله وكما أمرنا به الله فالصيام تهذيب النفس والروح فقد نهي الرسول عليه السلام عن كل ما ينقص من اجر الصائم في رمضان من سوء الخلق وغيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصيام جنة فإذا احدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل – فإن أمروا شاتمه او قائله فليقل اني صائم) يشار انه كان من هدايا (هدية الرسول لنا عليه افضل الصلاة والسلام)

أيضا من شهر رمضان توجيه الناس الي خير الدنيا والآخرة وحث الناس على استغلال رمضان في الأوقات المباركة فيه كليلة القدر رزقنا الله اياها وحثنا على الصلاة والزكاة سرا ولكن الكثير مننا كمصريين يقومون باعمال خاطئة موروثة من أجدادنا للأسف عكس ما أمرنا الله بها.
وأولها
الزكاة في العلن وجرح مشاعر الأشخاص غير القادرين والتفاخر والتباهي بما نذكي به عليهم،مع انهم رزقا يرسله الله لنا بغسل ذنوبنا وفرصة لفتح أبواب مغلقة والله أمرنا بالزكاة سرا وليس في العلن فكم من الفقراء يجرح مشاعرهم عندما نستعرض بالزكاة عليهم.
وثانيا
العادات الغذائية الخاطئة خلال الشهر الكريم لدي الكثير مننا بشكل لا يستهان بها من الصائمين يقعون في فخ العادات الغذائية السيئة وهي المبالغة في شراء السلع التموينية وتخزين الطعام فنلاحظ اغلب الأسر المصرية تقوم بالهجوم علي المتاجر الكبيرة وشراء كميات ضخمة من السلع التموينية بشراهه.
نقف ونفكر ونسأل أنفسنا في باقي شهور العام لما نحضر بشراهه كهذه، نحن نحمل أنفسنا اكثر من قدرتنا المادية وفوق امكانياتنا ونجعل التجار تستغل هذه الظروف ويزدادوا في الغلاء فنحن من نعطيهم هذه الفرصة من الاستغلال فالله يأمرنا بالتحضير لرمضان بالتقرب منه والبعد عن الغيبات والنميمة ولم يأمرنا بالصوم عن الطعام فقط. لما نعد اعداد مهولة من الأصناف على وجبة الإفطار والبذخ في الطعام على الإفطار والسحور وتناول اكثر من نوع من اللحوم مما يعطي فرصة للتجار لاستغلالنا ونكون فريسة سهلة لهم.

وننظر من منظور اخر الي كثرة تناول المشروبات والحلويات الشرقية بكثرة مع اننا اذا نظرنا الي رسولنا الكريم فقد أمرنا بشق صيامنا بتمره ولم يأمرنا بتناول كل هذه الاطعمه مثلما نفعل ولكن عندما نشاهد الصلاة و الإفطار في الحرم المكي نجد إفطار الصائم بسيط نوعا ما عن ما نقدمه على طاولة الإفطار ومع ذلك جميعنا يحلم بالافطار في الحرم المكي رزقنا الله وأياكم اياه .
وثالثا
حين ننتهي من ماكولات رمضان يأتي علينا العيد فتذهب الام مع أطفالها لشراء ملابس العيد من أحسن الماركات واغلاها مما ياتي على رب الأسرة بضغط مادي كبير لإحضار متطلبات الأسرة مع العلم بأن الأطفال لا يدركون الأنواع والماركات فالاطفال يسعدون بأقل الأشياء وتكفي انها جديدة ولكن الأمهات تتباهي بالماركات أمام أصدقائها.
فرحة العيد بصلاته وليس بقيمة ملابسه وغلوها، لما نكلف أنفسنا ونقول الحياة صعبة فنحن من نغلظها ونحن من نبسطها.
رابعا
العصبية والشجار في رمضان والتي تعد من اسوء العادات
بسبب الامتناع عن الطعام والشراب والتدخين للأسف تسبب العصبية بين الافراد في التعامل ويؤثر على العلاقات في كل وقت ومكان في المنزل وعلاقة الزوجين والأبناء ببعض وتؤثر على بيئة العمل والعلاقة بين الزملاء واثناء السير في الطريق وأثناء القيادة حتى الوقوف في طابور العيش نسمع دائما مقولة اللهم اني صائم مع ان العصبية لم تبطل الصيام ولكن ترهق الصائم وتثقل عليه صيامه فلما نضع أنفسنا تحت هذا الضغط وغيرها من عادات وعاهات نتبعها في مجتمعنا.
خذوا الحياة ببساطة فالله رزقنا بشهره الكريم الفضيل لكي نصح جسديا وعصبيا ونخلوا من حمول الجسد والعقل التي تمر بنا خلال العام .
صوموا تصحوا، صوموا لتنجوا، صوموا لترتاح عقولكم واجسادكم .
ويبقى الصيام حالة روحانية بين العبد وربه يكفي بأنه له باب في الجنه لا يدخله الا الصائمون وهو باب الريان
وكل عام وانتم بخير أحبتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى