رقي وحصافة معلمة ، وبراءة طفلة – كتب د/ سامح الهواري
رقي وحصافة معلمة ، وبراءة طفلة .
كتب د:سامح الهواري
نتفق او نختلف علي فكرة او موضوع هو شيء وارد ولكن اكاد اجزم علي اننا جميعا نتفق علي ان مرحلة رياض الاطفال هي اللبنة الاساسية في بناء شخصية طفل سوى ، ناجح ، طموح ، راقي وقادر علي مواجهة الصعاب وتحديات الحياه في المستقبل . ولانجاز هذا الهدف يتحتم علي المعلمة ان تتحلي بمواصفات خاصه لانجاز هذا الهدف السامي اولها : الصبر والايمان بفكرة انه له رساله كالانبياء والرسل ” كاد المعلم ان يكون رسولا ” وايضا يتجمع فيها صفات كالحنان لان المعلمه في هذه المرحله العمريه للطفل تعتبر بمثابة الام البديلة لان الطفل يقضي معظم يومه معها وايضا يقتضي عليها ان تتصف ببعض الحزم احيانا حين يتطلب الامر ، وايضا يجب ان تتصف بحسن التصرف وسرعة البديهة لحل كل المشكلات التي تواجه الاطفال وترضي جميع الاطراف وسوف اتناول هذه الصفه ببعض الاسهاب لاحقا .
ومن خلال تجربتي الشخصيه مع ابنتي جويرة سامح الطالبه بمرحلة رياض الاطفال KG2 بالمدرسه النموذجيه للصداقه المصرية الصينيه ، فبالاصاله عن نفسي وبالانابه عن جميع اولياء امور الطلبه في فصل ابنتي اجزم بأن كل المواصفات سابقة الذكر تتجسد حرفيا في الاستاذة / هبه حسن معلمة الفصل الفاضله التي لها كل الشكر والتقدير علي مجهودها الرائع التي تبذله لاحتواء اطفالنا وهذا المجهود أثمر عن حب وارتباط اطفالنا لها ونجحت بل تفوقت في القيام بما هو منوط لها من اعمال ولم تبخل في تقديم كل خبراتها الي اطفالنا . وهذه شهادة تقدير وعرفان وحب منا لها ونرجو من الله ان يحتذي ويقتدي بها كل معلمي مرحلة رياض الاطفال وبالذات في الصفه التي ذكرت اني سوف اتطرق لها باسهاب وهي حسن التصرف وسرعة البديهه وذلك من خلال تجربه شخصيه لابنتي مع الاستاذه هبه حسن وهي من التجارب الحياتيه الملهمه التي تنم عن رقي في معاملة الاطفال وذلك عندما رجعت ابنتي من المدرسه في يوم وهي حزينه باكيه تشكو من تنمر زميله لها بالفصل ، لدرجة انها لا تريد الذهاب الي المدرسه حتي لا تتعرض لمثل هذا التنمر مرة اخري . فقمت بتهدئة روعها واقنعتها بأن هذا لن يحدث مرة اخري و وعدتها اني سوف اذهب معها الي المدرسه في اليوم التالي واحل هذا الموضوع وسألتها هل معلمة الفصل لديها علم بما حدث فقالت لي لا لم اخبرها لاني تخوفت ان تقوم بعقاب زميلتي وانا لا احب ان اتسبب بالأذي لزملائي بالفصل . وذهبت معها في اليوم التالي الي المدرسه وتوجهت الي الاستاذه هبه بصفتها المعلمه المسؤولة واخبرتها بما حدث ، وتعاطفت جدا مع ابنتي وسألتها لماذا لم تخبرها في وقتها وردت عليها ابنتي بنفس ردها علي . وطلبت مني الاستاذه هبه الانصراف وانها سوف تتولي حل هذا الموضوع . وعندما رجعت بعد انتهاء اليوم الدرسي لأصطحاب ابنتي وجدتها علي غير الحال الحزين الذي تركتها عليه وجدتها تلعب وتضحك وكانت في قمة سعادتها وعندما رأتني جرت في اتجاهي لتريني الهديه التي اهدتها اليها زميلتها وسألتها عن ما حدث قالت ان ميس هبه تحدثت معهم بحب وأخبرتهم انهم اصدقاء وليس مقبول ان يتنمر احد علي زملائه وقامت زميلتي بالاعتذار لي وأهداءي هديه جميله واصرت ابنتي انها لن تتحرك قبل ان اتعرف علي صديقتها الجديده . وبالطبع فهمت ان الاستاذه هبه هي من اعطت الهديه لزميلة ابنتي لتعطيها اليها من منطلق حديث الرسول عليه افضل الصلاه والسلام “تهادوا تحابوا” ومنذ هذا اليوم وابنتي لديها الشغف للذهاب يوميا الي المدرسه .
وهذا موقف علي سبيل المثال وليس الحصر . فالاستاذه هبه شعله من النشاط تشعل الفصل بجو من البهجه والسعاده للاطفال جعلت ابنتي يوميا من لحظة دخولها الي المنزل لا تكف عن الحديث وسرد ما حدث في يومها مع الاستاذه هبه .
وايضا اتقدم بجزيل الشكر والتقدير الي الاستاذه / مرفت نعمان مديرة المدرسة وأيضا الاستاذه / عبير محمد مشرفة مرحلة رياض الاطفال بالمدرسة لكفاءتهم في ادارة هذه المنظومة العلمية والانسانيه ،وايضا لحسهم الراقي في اختيار المعلمين المناسبين لكل مرحلة وبالخصوص مرحلة رياض الاطفال .
ولكم منا جزيل الشكر والتقدير .