السياحة الريفية – بقلم/ د. محمود الشافعي
السياحة الريفية
بقلم/ د. محمود الشافعي
قد انتشر هذا النوع من السياحة فى الدول الأوروبية وعربية،انتشرت السياحة الريفية في كثير من الدول النامية، لكونها تأتي برافد مباشر في اقتصاد القرية أفضل من مردود الزراعة، حيث أن الفلاح يحتاج فقط إلى تخصيص جزء من بيته للتأجير للعائلة الوافده من المدينة، أو بناء بيت مستقل في جزء من أرضه الزراعية لهذا الغرض، ومن ثم يكون المردود مضاعفاً عدة مرات عن دخل تلك الأرض من الزراعة. وبالتالي فقد أصبحت السياحة الريفية مصدراً لتحسين دخل الفلاح، بلإضافة لكونها وسيلة لتواصل وتفاهم أكثر بين أبناء القرى وأبناء المدن.تعد السياحة الريفية من أقدم الأنماط السياحية في العالم، قديما كان من الشائع خروج أفراد الطبقات الغنية من المدن للريف في رحلات للصيد والاسترخاء أو التجول في الطبيعة بعيدا عن صخب المدن، أن نمط السياحة الريفية يعد من أهم الأنماط السياحية، حيث يمثل في حد ذاته إستراتيجية لخفض معدلات الفقر بالقرى، وهو ما اتبعته كثير من الدول كالصين و الهند،السياحة الريفية تعرف بأنها كل الأنشطة السياحية التي تمارس خارج نطاق الحضر وليس بالقرى فقط، تاكيد على ضرورة وجود بعض الاشتراطات والمقومات ليطلق على ما يقام من أنشطة نمط سياحة ريفية، فلابد من وجود أنماط معينة تشمل أماكن الإقامة، وإتاحة مسارات خاصة بالسير والرياضات بالريف، مع وجود أماكن محددة لممارسة أنشطة الحياة اليومية بالريف كالزراعة والحصاد، والمشاركة في عمل الصناعات الحرفية، كما يتوجب وجود العنصر البشرى المؤهل لجعل الأنشطة ضمن السياحة الريفية،وعلى الرغم من تميز قرى مصر بتراث ثقافي طبيعي وبشرى فريد يمثل ميزة نسبية تنافسية، وعلى الرغم من أن معظم محافظات مصر ريفية إلا أن نمط السياحة الريفية غير مكتمل في مصر، مع كونه من أهم الأنماط السياحية الهامة جدا و الواعدة مستقبلا، الأهتمام والستثمار فى السياحة الريفية بمصر يساهم فى نشر الثقافة وتحسين الدخل ورفع مستوي معيشة الفرد وتأثر ايضا فى تقليل من البطالة،حيث مقومات المناطق الريفية بإقليم صعيد مصر،تساعد على هذا النوع من السياحة ودمجة مع أنماط السياحة المعروفة،يتطلب ذلك توفير الفنادق والمنتجعات السياحية الي مباني ريفية وبيئة وتساهم فى السياحة الخضراء التى تتناسب مع رؤية مصر2030، هذا التطوير يجعل مصر فى المقدمة من خلال تطوير الاماكن الريفية والصحراوية الي السياحة الخضراء،هذا النوع من السياحة ينشط قطاع السياحة الثقافية والأثرية وايضا البيئية والاهتمام بأنشاء وتطوير المنشأت السياحية الي بيئية وريفية تشجع على الاستثمار المحلي والدولي ،وتشجيع على زيادة الطلب السياحي،لم تعد السياحة عبر العالم عملية نشيطة وجذابة عبر الأماكن والمعالم السياحية المعروفة مثل السابق، حيث تأسست مفاهيم جديدة لذلك الجذب السياحي منها السياحة الريفية التي تعد أحد الأركان الحديثة لصناعة السياحة، ففي زمن التلوث وفقدان البيئة لعالم الاخضرار والحياة الطبيعية سكن فكر الإنسان هاجس التعلق بالطبيعة والتمتع بالحياة عبر السياحة الريفية، والعودة إلى عالم الجمال البيئي الخالي من معكرات الحياة الحديثة، حيث يهدف هذا البحث لدراسة السياحة الريفية كسبيل لإنعاش الاقتصاد في المناطق الريفية و هذا من خلال تسليط الضوء على عالم الريف والنظر في مقومات صناعة السياحة فيه بالمقارنة مع أوساط أخرى وذلك من خلال طرح لطبيعة الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للريف عموما، تعتبر مصادر التراث الثقافي والطبيعي من أهم عوامل الجذب السياحي، وهو ما يعرف باسم السياحة البيئية، والتي ترتكز على مقومات التراث الثقافي والطبيعي،الذي يساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، وعليه يجب توسيع قاعدة السياحة، لتشمل السياحة البيئية ، ودمج المناطق الريفية ضمن هذه العملية يهدف إلى زيادة التطوير والتنمية فيها، واستثمار ما فيها من موارد تمد السياحة بعناصر جذب مميزة، وتنعكس إيجابا لصالح البيئة والسكان المحليين على الصعيد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، مما يؤدي إلى حدوث تنمية حقيقية على الصعيد المحلي والوطني، مع ضمان الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي،السياحة الريفية تركز على المشاركة بنشاط في نمط الحياة الريفية،يمكن للعديد من القرى تسهيل السياحة،تعتبر الدول الأوربية تعمد على هذا النوع من السياحة بسبب توافد السائحين الى هذه الأماكن حيث الطبيعة والهدوء والهروب من الضوضاء والضغوط اليومية ومنهم النمسا وسويسرا وألمانية وبريطانيا بسبب بيئتهم الت تساعد في جذب السائحين لزيارة هذه المناطق البيئية،وعمل على تحسين واقتصاديهم،لان الأنشطة السياحية في المناطق الريفية لها عائد ضخم وتنشيط جميع المجالات،وقد اكتسب القطاع السياحة أهمية في توليد المهن غير الزراعية في المناطق الريفية،وانسجام البيئة والاستمتاع بالطبيعة والمناظر الخلابة التي تساعد في الراحة النفسية،ايضا تناول الأطعمة الصحية،بالأضافة فى أحياء الحرف اليدوية والفن الشعبي،وانتشر الوعي والثقافة والاهتمام بالتراث البيئية والمعالم الطبيعية ورفع كفاءة البنية التحتية،وتحسين رفاهية السكان المحليين،هذا ضمن التنمية المستدامة،وفقا لمنظمة السياحة العالمية ، فإن السياحة البيئية تنمو بمعدل ثلاث مرات أسرع من صناعة السياحة،هذا ينطوي على الظاهرة المتغيرة بالفعل التي تحدث في السفر،يمضي الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة بخطوة أبعد في تعريف السياحة الإيكولوجية ليشمل التمتع بها وتقديرها، وتوفير المشاركة الاجتماعية والاقتصادية ،ومع تزايد السياحة الإيكولوجية،يودي هذا لأرتفاع الطلب على هذا النوع من السياحة واستغلال مواردها وتحقيق الحماية البيئية وتحسين الأقتصاد،ونشر التعلم والثقافة بين الشعوب، ونقل الخبرات والانخراط بشكل ايجابي في المجتمع،والحفاظ على البيئة ومواردها،تشجع رواد الاعمال علي الاستثمار في هذا المجال وتوسيع البقعة السياحية الخضراء،مما يؤدي إلى مزيد من التحسينات في برنامج السياحة البيئية واستخدام تدفق رأس المال في تطوير البنية التحتية والتعليم والممارسات الصحية، وتركز السياحة الإيكولوجية على الأنشطة التجارية المحلية وتعزز المنتجات المحلية،هنا تزداد القيمة الجوهرية للبيئة،إلى جانب القيمة الاقتصادية،الحفاظ على القدرات الثقافية والعائدات واستخدام الأراضي البيئية وتحقيق الاهداف التنمية المستدامة،والتنوع والتاقلم فى الاقتصاد المحلي وتوفر العملات الأجنبية،دفع عجلة الانتاج في جميع القطاعات،يجب على المستثمرين في السياحة الريفية أن يضع في اعتبارهم أهمية القيمة الرئيسي من هذا القطاع وهي السياحة الخضراء، وأن يعمل على تحسين جودة خدماتهم ومنتجاتهم والتي من خلالها يمكن تحديد فرص النمو وتحسين جودة الخدمات،ويعتبر التسويق لهذا النوع من السياحة يدخل في منظمة السياحة الخضراء،المساهمة في تحقيق رؤية مصر 2030.
د.محمود الشافعي